فيه مسألة واحدة : وهو أن اليقين الموت . أمره بعبادته إذ{[9774]} قصر عباده في خدمته ، وأن ذلك يجب عليه . فإن قيل : فما فائدة قوله : " حتى يأتيك اليقين " وكان قوله : " واعبد ربك " كافيا في الأمر بالعبادة . قيل له : الفائدة في هذا أنه لو قال : " واعبد ربك " مطلقا ثم عبده مرة واحدة كان مطيعا ، وإذا قال " حتى يأتيك اليقين " كان معناه لا تفارق هذا حتى تموت . فإن قيل : كيف قال سبحانه : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " ولم يقل أبدا ، فالجواب أن اليقين أبلغ من قوله : أبدا ؛ لاحتمال لفظ الأبد للحظة الواحدة ولجميع الأبد . وقد تقدم هذا المعنى{[9775]} . والمراد استمرار العبادة مدة حياته ، كما قال العبد الصالح : وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا . ويتركب على هذا أن الرجل إذا قال لامرأته : أنت طالق أبدا ، وقال : نويت يوما أو شهرا كانت عليه الرجعة . ولو قال : طلقتها حياتها لم يراجعها . والدليل على أن اليقين الموت حديث أم العلاء الأنصارية ، وكانت من المبايعات ، وفيه : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما عثمان - أعني عثمان بن مظعون - فقد جاءه اليقين وإني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به ) وذكر الحديث{[9776]} . انفرد بإخراجه البخاري رحمه الله وكان عمر بن عبدالعزيز يقول : ما رأيت يقينا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت ثم لا يستعدون له ، يعني كأنهم فيه شاكون . وقد قيل : إن اليقين هنا الحق الذي لا ريب فيه من نصرك على أعدائك ، قاله ابن شجرة . والأول أصح ، وهو قول مجاهد وقتادة والحسن . والله أعلم . وقد روى جبير بن نفير عن أبي مسلم الخولاني أنه سمعه يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين لكن أوحي إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.