تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ أَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة محمد

أهداف سورة محمد صلى الله عليه وسلم

هي سورة مدنية ، وآياتها 38 آية ، نزلت بعد سورة الحديد ، ولها اسمان : سورة محمد ، وسورة القتال .

والقتال عنصر بارز في السورة ، بل هو موضوعها الرئيسي ، فقد نزلت بعد غزوة بدر وقبل غزوة الأحزاب ، أي في الفترة الأولى من حياة المسلمين بالمدينة ، حيث كان المؤمنون يتعرضون لعنت المشركين ، وكيد المنافقين ، ودسائس اليهود .

عناصر السورة :

يمكن أن نقسم سورة ( محمد ) إلى ثلاثة أقسام :

- القسم الأول : يحرض على قتال المشركين ويحث عليه ، ويشمل الآيات ( 1-15 ) .

- القسم الثاني : يفضح المنافقين ويكشف نفاقهم ، ويشمل الآيات ( 16-30 ) .

- القسم الثالث : دعوة المسلمين إلى مواصلة الجهاد بالنفس والمال ، ويشمل الآيات ( 31-38 ) .

1- التحريض على قتال المشركين :

تبدأ السورة بالهجوم على المشركين وتبين هلاكهم وضياعهم وضلالهم ، لقد سلب الله عنهم الهدى والتوفيق ، فاتبعوا الباطل وانحرفوا إلى الضلال ، أما المؤمنون فقد آمنوا بالله وبرسوله ؛ فكّفر الله ذنوبهم ورزقهم صلاح البال وهدوء النفس ونعمة الرضا واليقين .

وشتان بين مؤمن راسخ الإيمان ، صادق اليقين ، معتمد على رب كريم حليم ، وبين كافر ضال يبيع الحق ويشتري الباطل ، ويفرط في الإيمان والهدى ، ويتبع الشرك والضلال .

ثم تحت السورة المسلمين على قتال المشركين ، وقطع شوكتهم وهدم جبروتهم ، وإزالة قوتهم من طريق المسلمين : { فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب . . . } وهذا الضرب بعد عرض الإسلام عليهم وإبائهم له ، { حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق . . . } والإثخان شدة التقتيل حتى تتحطم قوة العدو وتتهاوى فلا تعود به قدرة على هجوم أو دفاع ، وعندئذ يؤسر من استأسر ويشد وثاقه : { فإما منا بعد وإما فداء . . . } أي إما أن يطلق سراحهم بعد ذلك بلا مقابل ، وإما أن يطلق سراحهم مقابل فدية من مال أو عمل ، أو في نظير إطلاق سراح المسلمين والمأسورين . { حتى تضع الحرب أوزارها . . . } ( محمد : 4 ) . أي : حتى تنتهي الحرب بين الإسلام وأعدائه المناوئين له .

ولو شاء الله لانتقم من المشركين وأهلكهم كما أهلك من سبقهم بالطوفان والصيحة والريح العقيم ، ولكن الله أراد أن يختبر قوة المؤمنين ، وأن يجعلهم سبيلا لإعزاز الدين وإهلاك الكافرين ، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضيع أعمالهم ، فهم شهداء عند الله يتمتعون بجنات خالدة ونعيم مقيم ، وأرواحهم في حواصل طير خضر تسبح حول الجنة ، وتأكل من ثمارها وتقيم في ألوان النعيم ، وقد وعد الله الشهداء بحسن المثوبة والكرامة والهداية وصلاح البال ودخول الجنة ؛ لأنهم نصروا دين الله فسينصرهم الله ويثبت أقدامهم ، كما توعد الكافرين بالتعاسة والضلال والهلاك جزاء كفرهم وعنادهم .

وتسوق السورة ألوانا من التهديد للمشركين ، فتأمرهم أن يسيروا في الأرض فينظروا ماذا أصاب المكذبين من الهلاك والدمار ، ثم تمضي السورة في ألوان من الحديث حول الكفر والإيمان ، فتصف المؤمنين بأنهم في ولاية الله ورعايته ، والكفار محرومون من هذه الولاية .

وتفرق السورة بين متاع المؤمنين بالطيبات ، وتمتع الكافرين بلذائذ الأرض كالحيوانات : { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم } . ( محمد : 12 ) .

إن الفارق الرئيسي بين الإنسان والحيوان أن للإنسان إرادة وهدفا وتصورا خاصا للحياة يقوم على أصولها الصحيحة المتلقاة من الله خالق الحياة ، فإذا فقد هذا فقد أهم خصائص الإنسان المميزة لجنسه ، وأهم المزايا التي من أجلها كرمه الله .

ثم تمضي السورة في سلسلة من الموازنات بين المؤمن المتيقن والكافر الذي اتبع هواه وشيطانه ، وزين له سوء العمل : { أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم } . ( محمد : 14 ) .

كما تصف الآيات متاع المؤمنين في الجنة بشتى الأشربة الشهية ، من ماء غير آسن ، ولبن لم يتغير طعمه ، وخمرة لذة للشاربين ، وعسل مصفى ، في وفر وفيض ، في صورة أنهار جارية ، وذلك مع شتى الثمرات ، ومع المغفرة والرضوان ، ثم سؤال : أهؤلاء المتمتعون بالجنة والرضوان ، { كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم } . ؟

2- خصال المنافقين :

تشمل الآيات ( 16-30 ) المقطع الثاني من سورة محمد ، وفيها حديث عن المنافقين وصفاتهم ، وحركة النفاق حركة مدنية لم يكن لها وجود في مكة نظرا لضعف المسلمين في مكة وتفوق أعدائهم ، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة وبدأ شأن الإسلام في الظهور والاستعلاء ، بدأت حركة النفاق في الظهور والنمو ، وساعدها على الظهور وجود اليهود في المدينة ولهم قوة مادية وفكرية ، وكراهيتهم للدين الجديد ، وسرعان ما اجتمع اليهود مع المنافقين على هدف واحد ، ودبروا أمرهم بليل ، فأخذ المنافقون في حبك المؤامرات ودس الدسائس في كل مناسبة تعرض ، فإن كان المسلمون في شدة ظهروا بعدائهم وجهروا ببغضائهم ، وإذا كانوا في رخاء ظلت الدسائس سرية والمكائد في الظلام ، وكانوا إلى منتصف العهد المدني يشكلون خطرا حقيقيا على الإسلام والمسلمين ، وقد تواتر ذكر المنافقين ووصف دسائسهم والتنديد بمؤامراتهم وأخلاقهم في السور المدنية ، كما تكرر ذكر اتصالهم باليهود وتلقيهم عنهم ، واشتراكهم معهم في بعض المؤامرات المحبوكة .

والحديث عن المنافقين في سورة ( محمد ) يحمل فكرتها ، ويصور شدتها في مواجهة المشركين والمنافقين ، بل إن المنافقين هم فرع من الكافرين ، أظهروا الملاينة وأبطنوا الكفر والخداع ، أو هم فرع من اليهود يعمل بأمرهم ، وينفذ كيدهم ومكرهم ، فمن هؤلاء المنافقين من يستمع إلى النبي بأذنه ويغيب عنه بوعيه وقلبه ، فإذا خرج من مجلس النبي تظاهر بالحرص على الدين ، فسأل الصحابة عما قاله النبي سؤال سخرية واستهزاء ، أو سؤال تظاهر ورياء .

أولئك المنافقون قد طمس الله على أفئدتهم فلا تفقه ، وقد اتبعوا أهواءهم ، فقادهم الهوى إلى الهلاك .

بينما المتقون المهتدون يزيدهم الله هدى ويمنحهم التقوى والرشاد ، ثم يتهدد القرآن المنافقين بالساعة ، فإذا جاءت فلا يملكون الهداية ولا تنفعهم الندامة .

{ فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم } . ( محمد : 18 ) .

ثم تصور الآيات جبن المنافقين وهلعهم وتهافتهم إذا ووجهوا بالقرآن يكلفهم بالقتال ، فهم يتظاهرون بالإيمان ، فإذا أنزلت سورة لا تشابه فيها وذكر فيها الجهاد ؛ رأيت المنافقين ينظرون إليك يا محمد نظرا كنظر من هو في النزع الأخير ، تشخص أبصارهم ، لذلك كانوا جديرين لأن يهددهم الله بالويل والهلاك .

وتحثهم الآيات على الطاعة والصدق والثبات : { فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم } . ( محمد : 20 ، 21 ) .

وبذلك يفتح القرآن الباب لمن يريد الطهارة الحسية والنفسية من المنافقين ومن جميع المخاطبين .

ثم يحثهم على تدبر القرآن وتأمله حثا يحرك المشاعر ويستجيش القلوب ويخلص الضمير .

وتمضي الآيات في تصوير حال المنافقين ، وبيان سبب توليهم عن الإيمان بعد إذ شارفوه ، فتبين أنه تآمرهم مع اليهود ، ووعدهم لهم بالطاعة فيما يدبرون .

لقد كره اليهود الإسلام وتألبوا عليه ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة شنوا عليه حرب الدس والمكر والكيد ، وانضم المنافقون لليهود يقولون لهم سرا : { سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم } . ( محمد : 26 ) .

ثم يتهدد القرآن المنافقين بملائكة العذاب ، لأنهم تركوا طريق الإسلام ، وانضموا إلى دسائس الحاقدين عليه .

وفي نهاية المقطع يتهددهم بكشف أمرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين الذين يعيشون بينهم متخفين ، لأن ما فيك يظهر على فيك :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم

قال تعالى : { أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم } . ( محمد : 29 ، 30 ) .

3- حديث عن المشركين والمؤمنين :

المقطع الأخير من السورة يشمل الآيات ( 32-38 ) ، وقد تحدث في بدايته عن المشركين ، وبين أنهم منعوا الناس عن الإيمان بالله ، وأعلنوا الشقاق والعداوة لرسول الله ، وهؤلاء لن يضروا الله بكفرهم ، وسيحبط الله أعمالهم .

وتتجه الآيات إلى المؤمنين فتأمرهم بطاعة الله وطاعة الرسول ، وتأمرهم بالثبات على الحق حتى يأتي نصر الله .

{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } . ( محمد : 33 ) .

وهذا التوجيه يوحي بأنه كان في الجماعة المسلمة يومئذ من لا يتحرى الطاعة الكاملة ، أو من تثقل عليه بعض التكاليف ، وتشق عليه بعض التضحيات التي يقتضيها جهاد هذه الطوائف القوية المختلفة التي تقف للإسلام ، وتناوشه من كل جانب ، والتي تربطها بالمسلمين مصالح ووشائج قربى يصعب فصمها والتخلي عنها نهائيا كما تقتضي العقيدة ذلك .

ولقد كان وقع هذا التوجيه عنيفا عميقا في نفوس المسلمين الصادقين ، فارتعشت له قلوبهم وخافوا أن يقع منهم ما يبطل أعمالهم ويذهب بحسناتهم .

وتستمر الآيات في خطاب المؤمنين ، تدعوهم إلى مواصلة الجهاد بالنفس والمال دون تراخ أو دعوة إلى مهادنة الكفر المعتدي الظالم ، تحت أي مؤثر من ضعف أو مراعاة قرابة أو رعاية مصلحة ، ودون بخل بالمال الذي لا يكلفهم الله أن ينفقوا منه إلا في حدود مستطاعة ، مراعيا الشح الفطري في النفوس ، وإذا لم ينهضوا بتكاليف هذه الدعوة فإن الله يحرمهم كرامة حملها والانتداب لها ، ويستبدل بهم قوما غيرهم ينهضون بتكاليفها ، ويعرفون قدرها ، وهو تهديد عنيف مخيف يناسب جو السورة ، كما يشي بأنه كان علاجا لحالات نفسية قائمة في صفوف المسلمين ، إذ ذاك -من غير المنافقين- وذلك إلى جانب حالات التفاني والتجرد والشجاعة والفداء التي اشتهرت بها الروايات ، فقد كان في الجماعة المسلمة هؤلاء وهؤلاء . . وكان القرآن يعالج ويربي لينهض بالمتخلفين إلى المستوى العالي الكريم .

مقصود السورة إجمالا

قال الفيروزبادي :

معظم مقصود سورة محمد : الشكاية من الكفار في إعراضهم عن الحق ، وذكر آداب الحرب والأسرى وحكمهم ، والأمر بالنصرة والإيمان ، وابتلاء الكفار في العذاب ، وذكر أنهار الجنة : من ماء ، ولبن ، وخمر ، وعسل ، وذكر طعام الكفار وشرابهم ، وظهور علامة القيامة ، والشكاية من المنافقين ، وتفصيل ذميمات خصالهم ، وأمر المؤمنين بالطاعة والإحسان ، وذم البخلاء في الإنفاق ، وبيان استغناء الحق تعالى وفقر الخلق في قوله تعالى : { والله الغني وأنتم الفقراء . . . } ( محمد : 38 )1 .

بين يدي السورة :

أخرج الطبراني في الأوسط ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب .

وتسمى سورة محمد لبيان تنزيل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم فيها ، في قوله تعالى : { وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم . . . } ( محمد : 2 ) .

ولم يذكر محمد صلى الله عليه وسلم باسمه في القرآن إلا أربع مرات :

في سورة آل عمران : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل . . . } ( آل عمران : 144 ) .

وفي سورة الأحزاب : { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم . . . } ( الأحزاب : 40 ) .

وهنا في سورة محمد ، وفي سورة الفتح : { محمد رسول الله . . . } ( الفتح : 29 ) .

وفي غير هذه المواضع يذكر بصفته أو النبي مثل : { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } . ( الأحزاب : 45 ) .

وسميت سورة القتال لبيان أحكام القتال والدعوة إلى الجهاد فيها ، مثل قوله تعالى : { فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب . . . } ( محمد : 4 ) .

1

المفردات :

وصدوا عن سبيل الله : منعوا الناس عن الدخول في الإسلام ، وذلك يستلزم أنهم منعوا أنفسهم من الدخول فيه ، وأعرضوا عنه .

أضل أعمالهم : أبطلها .

التفسير :

1- { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم } .

هذه بداية السورة ، تلقي في وجه الكافرين عقوبة كفرهم وضلالهم ، فهؤلاء أهل مكة كفروا ومنعوا الناس من الإيمان ، وخرجوا في غزوة بدر الكبرى بطرا وتظاهرا بالباطل ، وليتسامع بهم الناس ، فكان الجزاء أن هزمهم الله هزيمة منكرة ، فقتل منهم سبعون ، وأسر منهم سبعون ، وفر الباقون ، فجعل كيدهم ضائعا ، وعملهم ضالا ، ومكرهم في تباب .

وتفيد روايات أسباب النزول أن هذه الآية نزلت في كفار مكة ، الذين أرادوا هزيمة المسلمين في بدر ، فهزمهم الله .

أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم } .

قال : هم أهل مكة ، نزلت فيهم .

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات . . . } قال : هم الأنصار .

وقال ابن عباس في رواية أخرى : نزلت في المطعمين ببدر ، وهم اثنا عشر رجلا : أبو جهل ، والحارث ابن هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبي وأمية ابنا خلف ، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج ، وأبو البحتري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، وحكيم بن حزام ، والحارث بن عامر بن نوفل .

ومعنى : { أضل أعمالهم } .

جعلها ضالة على غير هدى وتوفيق ، وذكر بعض المفسرين أن المعنى : أبطل الله ثواب الأعمال الحسنة ، التي يسمونها مكارم الأخلاق ، كصلة الرحم ، وإكرام الضيف ، وإجارة المستجير ، فقد أبطل أعمالهم فساد عقيدتهم .

قال تعالى : { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } . ( الفرقان : 23 ) .

أي أن الله يجازيهم على أعمالهم الحسنة في الدنيا ، لأنهم لا نصيب لهم في الجنة بسبب كفرهم .

وهناك من المفسرين من يرى أن الله لا يظلم مثقال ذرة ، وأنه لن يضيع مكافأة أي عامل على عمل عمله ، حتى ولو كان كافرا أو كتابيا ، واستشهدوا بقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } . ( الزلزلة : 7 ، 8 ) .

وبقوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . ( البقرة : 62 ) .

والأولى بنا أن نقول : إن ذلك في مشيئة الله تعالى ، وعلمه وحكمته وفضله ، فنفوض علم ذلك إليه سبحانه وتعالى .