السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ} (29)

{ فإذا سويته } ، أي : عدّلته وأتممته وهيأته لنفخ الروح فيه بالفعل { ونفخت فيه من روحي } ، أي : خلقت الحياة فيه وليس ثم نفخ ولا منفوخ وإنما هو تمثيل وأضاف الروح إليه تشريفاً كما يقال : بيت الله وهو ما يصير به الروح عالماً وأشرف منه ما يصير به العالم عاملاً خاشعاً وسيأتي الكلام على الروح إن شاء الله تعالى في سورة سبحان عند قوله تعالى : { ويسألونك عن الروح } [ الإسراء ، 85 ] . { فقعوا } ، أي : أسقطوا { له } تعظيماً حال كونكم { ساجدين } وتقدّم في سورة البقرة الكلام على من المخاطب بالسجود وهل هو كل الملائكة أو ملائكة السماوات أو ملائكة الأرض وهل هو سجود انحناء أو غيره .