{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أي : سويت خلقه ، وعدلت صورته الإنسانية وكملت أجزاءه { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } النفخ : إجراء الريح في تجاويف جسم آخر . فمن قال : إن الروح جسم لطيف كالهواء فمعناه ظاهر ، ومن قال : إنه جوهر مجرد غير متحيز ، ولا حال في متحيز . فمعنى النفخ عنده : تهيئة البدن لتعلق النفس الناطقة به . قال النيسابوري : ولا خلاف في أن الإضافة في روحي للتشريف والتكريم ، مثل «ناقة الله » ، و«بيت الله » . قال القرطبي : والروح : جسم لطيف ، أجرى الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم . وحقيقته إضافة خلق إلى خالق ، فالروح : خلق من خلقه أضافه إلى نفسه تشريفاً وتكريماً . قال : ومثله : { وَرُوحٌ مّنْهُ } [ النساء : 171 ] . وقد تقدّم في النساء { فَقَعُوا لَهُ ساجدين } الفاء تدلّ على أن سجودهم واجب عليهم عقب التسوية والنفح من غير تراخٍ ، وهو أمر بالوقوع ، من وقع يقع . وفيه دليل على أن المأمور به هو السجود ، لا مجرّد الانحناء كما قيل ، وهذا السجود : هو سجود تحية وتكريم لا سجود عبادة ، ولله أن يكرم من يشاء من مخلوقاته كيف يشاء بما يشاء ؛ وقيل : كان السجود لله تعالى وكان آدم قبلة لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.