إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ} (29)

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أي صورته بالصورة الإنسانية والخلقة البشرية أو سويت أجزاء بدنه بتعديل طبائعه { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن روحي } النفخ إجراء الريح إلى تجويف جسم صالح لإمساكها والامتلاء بها ، وليس ثمة نفخ ولا منفوخ وإنما هو تمثيل لإفاضة ما به الحياة بالفعل على المادة القابلة لها ، أي فإذا كملت استعداده وأفضت عليه ما يحيا به من الروح التي هي من أمري { فَقَعُواْ لَهُ } أمر من وقع يقع ، وفيه دليل على أن ليس المأمور به مجرد الانحناء كما قيل ، أي اسقطوا له { سَاجِدِينَ } تحية له وتعظيما ، ً أو اسجدوا لله تعالى على أنه عليه الصلاة والسلام بمنزلة القبلة حيث ظهر فيه تعاجيب آثار قدرته تعالى وحكمته ، كقول حسان رضي الله تعالى عنه : [ البسيط ]

أليس أول من صلى لقبلتكم *** وأعلم الناس بالقرآن والسنن