الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا} (32)

أخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { ولا تقربوا الزنا } قال : يوم نزلت هذه الآية لم تكن حدود ، فجاءت بعد ذلك الحدود في سورة النور .

وأخرج أبو يعلى وابن مردويه ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قرأ «ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً إلا من تاب فإن الله كان غفاراً رحيماً » فذكر لعمر رضي الله عنه فأتاه فسأله فقال : أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لك عمل ، إلا الصفق بالبقيع .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة } قال قتادة ، عن الحسن - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ، ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يغل حين يغل وهو مؤمن » قيل : يا رسول الله ، والله إن كنا لنرى أنه يأتي ذلك وهو مؤمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا فعل شيئاً من ذلك نزع الإيمان من قلبه فإن تاب تاب الله عليه » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المؤمنون إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن » .

وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : «إذا زنى المؤمن خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان » .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : الإيمان نور فمن زنى فارقه الإيمان فمن لام نفسه فراجع راجعه الإيمان .

وأخرج البيهقي وابن مردويه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء ، فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان ، فإن تاب رد عليه » .

وأخرج البيهقي ، عن أبي صالح رضي الله عنه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه وسأله عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن » فأين يكون الإيمان منه ؟ قال أبو هريرة - رضي الله عنه - يكون هكذا عليه ، وقال : بكفه فوق رأسه ، فإن تاب ونزع رجع إليه .

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما - أنه كان يسمي عبيده بأسماء العرب : عكرمة وسميع وكريب وقال لهم : تزوّجوا ، فإن العبد إذا زنى نزع منه نور الإيمان رد الله عليه بعد أو أمسكه .

وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا شباب قريش ، احفظوا فروجكم لا تزنوا ، ألا من حفظ الله له فرجه دخل الجنة » .

وأخرج الطبراني والحاكم والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا ظهر الزنا والربا في قرية ، فقد أحلوا بأنفسهم كتاب الله » .

وأخرج الطبراني والحاكم وابن عدي والبيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الزنا يورث الفقر » .

وأخرج الحاكم وصححه ، عن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم ، ولا ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت ، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر » .

وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له » .

وأخرج أحمد ، عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة ، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أُخذوا بالرعب » .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لم يزن عبد قط إلا نزع الله نور الإيمان منه : إن شاء رده وإن شاء منعه .

وأخرج الحكيم الترمذي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يقتل وهو مؤمن ، فإذا فعل ذلك نزع منه نور الإيمان كما ينزع منه قميصه ، فإن تاب تاب الله عليه » .

وأخرج أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أسامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما تركت على أمتي بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لم يكن كفر من مضى إلا من قبل النساء ، وهو كائن كفر من بقي من قبل النساء .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبان بن عثمان رضي الله عنه قال : تعرف الزناة بنتن فروجهن يوم القيامة .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي صالح رضي الله عنه قال : بلغني أن أكثر ذنوب أهل النار النساء .