الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا} (32)

قوله تعالى : { الزِّنَى } : العامَّةُ على قصرِه وهي اللغة الفاشية ، وقُرِئ بالمدِّ وفيه وجهان ، أحدُهما : أنه لغةٌ في المقصور . والثاني : أنه مصدر زاني يُزاني ، كقاتل يُقاتل قِتالاً ؛ لأنَّه يكونُ بين اثنتين ، وعلى المدِّ قولُ الفرزدق :

أبا خالدٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُه *** ومن يَشْرَبِ الخُرْطومَ يُصْبِحْ مُسَكَّراً

وقول الآخر :

كانت فريضةُ ما تقولُ كما *** كان الزِّناءُ فريضةَ الرَّجْمِ

وليس ذلك من بابِ الضرورةِ لثبوتِه قراءةً في الجملة .

قوله : { وَسَآءَ سَبِيلاً } تقدَّم نظيره . قال ابنُ عطيةَ : " وسبيلاً : نصبٌ على التمييز ، أي : وساء سبيلاً سبيلُه " . ورَدَّ الشيخ : هذا : بأنَّ قولَه " منصوبٌ على التمييز " ينبغي أن يكونَ الفاعلُ ضميراً مُفَسَّراً بما بعده من التمييز فلا يصحُّ تقديرُه : ساء سبيلُه سبيلاً ؛ لأنه ليس بمضمرٍ لاسم جنس .