تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا} (32)

الآية32 : وقوله تعالى : { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } أي في العقل كان وقت ما كان فاحشة ، لأن في إباحة الزنا ذهاب المعارف التي بها يوصل إلى الحكمة والعلم ، أو{ كان فاحشة } في الحكمة .

ألا ترى أنه قال : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } ؟ دل قوله : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } على أن هنالك فحشاء قبل الأمر في الحكمة أو في العقل حتى قال : { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } إذ لو لم يكن لكان قال لا يأمر ، فحسب .

وفي إباحة قتل الأنفس ذهاب ما به إنشاء هذا العالم . أخبر صلى الله عليه وسلم أنه{[10857]} { كان خطئا كبيرا } وهو ما يعظم في العقل ، وذكر في الزنى ( أنه ){[10858]} فاحشة ، وهو ما يفحش في العقل والحكمة ، وذكر في قتل النفس الإسراف ، وقال : فلا تسرف { في القتل }{[10859]} والإسراف هو المجاوزة عن الحد الذي جعل له .

ويحتمل قوله : { ولا تقربوا الزنا } أي لا تزنوا فإنه { كان فاحشة } ويحتمل { ولا تقربوا }الأسباب التي يوصل بها إلى الزنا .


[10857]:في الأصل و م:و.
[10858]:ساقطة من الأصل و.م.
[10859]:هذه قراءة الكسائي وهشام وحمزة وغيرهم ،وقراءة الجمهور{فلا يسرف} انظر معجم القراءات القرآنية ح3/320.