السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ هُوَ خَيۡرٞ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ عُقۡبٗا} (44)

{ هنالك } ، أي : في مثل هذه الشدائد العظيمة { الولاية لله } ، أي : الذي له الكمال كله ، وقرأ حمزة والكسائي بكسر الواو وأي الملك والباقون بفتحها ، أي : النصرة وقوله تعالى : { الحق } قرأه أبو عمرو والكسائي برفع القاف على الاستئناف والقطع تعليلاً تنبيهاً على أنّ فزعهم في مثل هذه الأزمان إليه تعالى دون غيره برهان قاطع على أنه الحق وما سواه باطل وأنّ الفخر بالعرض الزائل من أجهل الجهل ، وأنّ المؤمنين لا يصيبهم فقر ولا يسوغ طردهم لأجله وأنه يوشك أن يعود فقرهم غنى وضعفهم قوّة وقرأه الباقون بخفضها على الوصف ، أي : الثابت الذي لا يحول يوماً ولا يزول ولا يغفل ساعة ولا ينام ولا ولاية لغيره بوجه { هو خير ثواباً } من ثواب غيره لو كان يثيب { وخير عقباً } ، أي : عاقبة للمؤمنين ، وقرأ عاصم وحمزة بسكون القاف والباقون بضمها ونصب على التمييز .