فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَقَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لِبَشَرَيۡنِ مِثۡلِنَا وَقَوۡمُهُمَا لَنَا عَٰبِدُونَ} (47)

وجملة : { فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } معطوفة على جملة : { استكبروا } وما بينهما اعتراض ، والاستفهام للإنكار ، أي كيف نصدق من كان مثلنا في البشرية ؟ والبشر يطلق على الواحد كقوله : { بَشَراً سَوِيّاً } [ مريم : 17 ] كما يطلق على الجمع كما في قوله : { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر أَحَداً } [ مريم : 26 ] . فتثنيته هنا هي باعتبار المعنى الأول ، وأفرد المثل لأنه في حكم المصدر ، ومعنى { وَقَوْمُهُمَا لَنَا عابدون } : أنهم مطيعون لهم منقادون لما يأمرونهم به كانقياد العبيد . قال المبرّد : العابد : المطيع الخاضع . قال أبو عبيدة : العرب تسمي كل من دان لملك : عابداً له . وقيل : يحتمل أنه كان يدّعي الإلهية فدعى الناس إلى عبادته فأطاعوه ، واللام في : { لَنَا } متعلقة ب{ عابدون } ، قدّمت عليه لرعاية الفواصل .

/خ56