اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَقَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لِبَشَرَيۡنِ مِثۡلِنَا وَقَوۡمُهُمَا لَنَا عَٰبِدُونَ} (47)

قوله : «لِبَشَرَيْنِ » بشر يقع على الواحد والمثنى والمجموع ، والمذكر والمؤنث{[32906]} قال تعالى : { مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَر }ٌ{[32907]} [ يس : 15 ] ، وقد يطابق ، ومنه هذه الآية وأما إفراد «مِثْلِنَا » ، فلأنه يجري مجرى المصادر في الإفراد والتذكير ، ولا يؤنث أصلاً ، وقد يطابق ما هو له تثنية لقوله : { مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ العين }{[32908]} [ آل عمران : 13 ] وجمعاً كقوله : { ثُمَّ لاَ يكونوا أَمْثَالَكُم }{[32909]} {[32910]} [ محمد : 38 ] .

وقيل : أريد المماثلة في البشريّة لا الكمية{[32911]} . وقيل : اكتفى بالواحد عن الاثنين{[32912]} . { وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ{[32913]} } جملة حالية .

فصل

«فَقَالُوا » يعني لفرعون وقومه { أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا } يعنون موسى وهارون { وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } مطيعون متذللون{[32914]} . قال أبو عبيدة : والعرب تسمي كل من دان لِملك{[32915]} عابداً له{[32916]} ويحتمل أن يقال{[32917]} : إنه كان يدعي الإلهية ، وإن طاعة الناس له عبادة ، ولمّا خطر ببالهم هذه الشبهة صرحوا بالتكذيب .


[32906]:اللسان (بشر).
[32907]:من قوله تعالى: {قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون} [يس: 15].
[32908]:من قوله تعالى: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين} [آل عمران: 13].
[32909]:من قوله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} [محمد: 38].
[32910]:انظر التبيان 2/956.
[32911]:المرجع السابق.
[32912]:المرجع السابق.
[32913]:في ب: عابدين. وهو تحريف.
[32914]:انظر البغوي 6/20.
[32915]:في ب: الملك.
[32916]:مجاز القرآن 2/59.
[32917]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 23/102.