ولما نبه الله تعالى على خداعهم ، وأشار إلى عدم الاغترار بإيمانهم أمر بترغيبهم وترهيبهم مشيراً إلى الإعراض عن عقوبتهم بقوله تعالى : { قل } أي : لهم { أطيعوا الله } أي : الذي له الكمال المطلق { وأطيعوا الرسول } أي : الذي له الرسالة المطلقة ظاهراً وباطناً ، وقوله تعالى : { فإن تولوا } أي : عن طاعته بحذف إحدى التاءين خطاب لهم أي : فإن تتولوا فما ضررتموه ، وإنما ضررتم أنفسكم { فإنما عليه } أي : محمد صلى الله عليه وسلم { ما حمل } أي : ما حمله الله تعالى من أداء الرسالة ، وإذا أدّى فقد خرج من عهدة التكليف { وعليكم } أي : وأما أنتم فعليكم { ما حملتم } أي : ما كلفتم من التلقي بالقبول والإذعان ، فإن لم تفعلوا وتوليتم فقد عرضتم أنفسكم لسخط الله وعذابه ، وإن أطعتموه فقد أحرزتم نصيبكم من الخروج عن الضلالة إلى الهدى ، فالنفع والضر عائد إليكم { وإن تطيعوه } بالإقبال على كل ما يأمركم به { تهتدوا } أي : إلى كل خير { وما على الرسول } أي : من جهة غيره { إلا البلاغ } أي : وما الرسول إلا ناصح وهاد ، وما عليه إلا أن يبلغ ما له نفع في قبولكم ، ولا عليه ضرر في توليتكم ، والبلاغ بمعنى التبليغ كالأداء بمعنى التأدية ، ومعنى { المبين } كونه مقروناً بالآيات والمعجزات . روي أنه صلى الله عليه وسلم قال على المنبر : «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركه كفر ، والجماعة رحمة والفرقة عذاب » ، وقال أبو أمامة الباهلي : عليكم بالسواد الأعظم ، فقال رجل : ما السواد الأعظم ؟ فنادى أبو أمامة هذه الآية في سورة النور ، فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.