السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (52)

ولما رتب تعالى الفلاح على هذا النوع الخاص أتبعه عموم الطاعة بقوله تعالى : { ومن يطع الله } أي : الذي له الأمر كله { ورسوله } أي : فيما ساءه وسره { ويخش الله } أي : فيما صدر عنه من الذنوب في الماضي ليحمله ذلك على كل خير { ويتقه } أي : الله فيما بقي من عمره بأن يجعل بينه وبين ما يسخطه وقاية من المباحات فيتركها ورعاً { فأولئك } أي : العالوا الرتبة { هم الفائزون } بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من النعيم المقيم ، وعن ابن عباس في تفسير هذه الآية ومن يطع الله في فرائضه ورسوله في سننه ويخش الله على ما مضى من ذنوبه ويتقه فيما يستقبل ، وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت عليه هذه الآية .

وقرأ أبو عمرو وشعبة وخلاد ويتقه بسكون الهاء بخلاف عن خلاد وقالون باختلاس كسرة الهاء وحفص بسكون القاف ، وقصر كسرة الهاء ، والباقون وخلاد في أحد وجهيه بإشباع كسرة الهاء .