السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ} (111)

ولما أقام الدليل على نصحه وأمانته { قالوا } أي : قومه منكرين عليه ومنكرين لاتباعه استناداً إلى الكبر الذي ينشأ عنه بطر الحق وغمص الناس أي : احتقارهم { أنؤمن لك } أي : لأجل قولك هذا وما أوتيته من أوصافك { و } الحال أنه قد { اتبعك الأرذلون } أي : فيكون إيماننا بك سبباً لاستوائنا معهم ، والرذالة : الخسة والذلة ، وإنما استرذلوهم لاتضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا ، قيل : كانوا من أهل الصناعات الخسيسة كالحياكة والحجامة ، والصناعة لا تزري بالديانة ، وهكذا كانت قريش تقول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زالت أتباع الأنبياء كذلك حتى كانت من سماتهم وأماراتهم ، ألا ترى إلى هرقل حيث سأل أبا سفيان عن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال ضعفاء الناس وأراذلهم قال : مازالت أتباع الأنبياء كذلك ، وعن ابن عباس هم القافة ، وعن عكرمة الحاكة والأساكفة ، وعن مقاتل السفلة .