السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدٗا وَلَبِثۡتَ فِينَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِينَ} (18)

فلما عرفه { قال } له منكراً عليه { ألم نربك } حذف ، فأتيا فرعون فقالا له ذلك لأنه معلوم لا يشتبه وهذا النوع من الاختصار كثير في القرآن { فينا } أي : في منازلنا { وليداً } أي : صغيراً قريباً من الولادة بعد فطامه { ولبثت فينا } أي : في عزنا باعتبار انقطاعك إلينا وتعززك بنا { من عمرك سنين } ثلاثين سنة فما لنا عليك من الحق ينبغي أن يمنعك من مواجهتنا بمثل هذا ، وكأنه عبر بما يفهم النكد كناية عن مدّة مقامه عنده بأنها كانت نكدة لأنه وقع فيما كان يخافه وفاته ما كان يحتاط به من ذبح الأطفال ، وكان موسى يلبس من ملابس فرعون ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه ، وقرأ نافع وابن كثير وعاصم بإظهار الثاء المثلثة عند التاء ، والباقون بالإدغام .