السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (8)

ولما كان ذلك باهراً للعقل منبهاً له في كل حال على عظيم اقتدار صانعه وبديع اختياره ، وصل به قوله تعالى : { إنّ في ذلك } أي : الأمر العظيم { لآية } أي : دلالة على كمال قدرته تعالى ، فإن قيل : حين ذكر الأزواج دل عليها بكلمتي الكثرة والإحاطة وكان لا يحصيها إلا عالم الغيب ، فكيف قال إنّ في ذلك لآية ؟ وهلا قال لآيات ؟ أجيب بوجهين : أحدهما : أن يكون ذلك مشاراً به إلى مصدر أنبتنا فكأنه قال : إنّ في ذلك الإنبات لآية ، ثانيهما : أن يراد أنّ في كل واحد من تلك الأزواج لآية { و } الحال أنه { ما كان أكثرهم } أي : البشر { مؤمنين } في علم الله تعالى وقضائه فلذلك لا ينفعهم مثل هذه الآيات العظام ، وقال سيبويه : كان زائدة .