السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (3)

ولما كان عنده صلى الله عليه وسلم من مزيد الشفقة وعظيم الرحمة على قومه قال تعالى تسلية له : { لعلك باخع } أي : هالك { نفسك } غماً وأسفاً من أجل { ألا يكونوا } أي : قومك { مؤمنين } أي : راسخين في الإيمان أي : لا تبالغ في الحزن والأسف فإن هذا الكتاب في غاية البيان في نفسه والإبانة للغير ، وقد تقدم في غير موضع أنه ليس عليك إلا البلاغ ولو شئنا لهديناهم طوعاً أو كرهاً . والبخع : أن يبلغ بالذبح البخاع بالخاء والباء وهو عرق مستبطن الفقار وذلك أقصى حد الذابح . ولعل : للإشفاق أي : أشفق على نفسك أن تقتلها حسرة على ما فاتك من إيمان قومك فصبره وعزاه وعرفه أن حزنه وغمه لا ينفع كما أن وجود الكتاب ووضوحه لا ينفع .