السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{طسٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية إلا قوله { والشعراء } إلى آخرها فمدنية وهي مائتان وست وعشرون آية وألف ومائتان وسبع وتسعون كلمة وخمسة آلاف وخمسمائة وإثنان وأربعون حرفاً .

روى البغويّ عن ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال أعطيت : «طه والطواسين من ألواح موسى » .

{ بسم الله } الذي دلّ علوّ كلامه على عظمة شأنه وعز مرامه { الرحمان } الذي لا يعجل على من عصاه { الرحيم } الذي يحيي قلوب أهل ودّه بالتوفيق لما يرضاه .

{ طسم } قال ابن عباس : عجزت العلماء عن علم تفسيرها ، وفي رواية عنه : أنه قسم وهو من أسماء الله تعالى . وقال قتادة : اسم من أسماء القرآن وقال مجاهد اسم السورة ، وقال محمد بن كعب القرظي : أقسم بطوله وسناه وملكه ، ولهذا الاختلاف قال الجلال المحلي : الله أعلم بمراده بذلك ، وقد قدمنا الكلام على أوائل السور في أول سورة البقرة وقرأ حمزة والكسائي وشعبة بإمالة الطاء ، والباقون بالفتح ، وأظهر حمزة النون من سين عن الميم ، وأدغمها الباقون وهي في مصحف عبد الله بن مسعود ط س م مقطوعة من بعضها .