اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدٗا وَلَبِثۡتَ فِينَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِينَ} (18)

قوله تعالى : { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } . اعلم أن في الكلام حذفاً ، وهو أنهما أتياه وقالا ما أمر الله به ، فعند ذلك قال فرعون ما قال . روي أنهما انطلقا إلى باب فرعون فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب : إن هنا إنساناً يزعم أنه رسول رب العالمين . فقال : ائذن له لعلنا نضحك منه ، فأديا إليه الرسالة ، فعرف موسى ، فعدد عليه نعمه أولاً ثم إساءة موسى إليه{[36967]} . أما النعم فهي قوله : { قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } والوليد : الصبي ، لقرب عهده من الولادة{[36968]} . وقيل : الغلام ، تسيمة له بما كان عليه{[36969]} . و «وَلِيداً » حال من مفعول [ نُرَبِّك ]{[36970]} ، وهو فعيل بمعنى مفعول{[36971]} . قوله { وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } قرأ أبو عمرو في رواية بسكون ميم «عُمْرِكَ{[36972]} تخفيفاً ل «فُعُل » ، و «مِنْ عُمْرِكَ » حال من «سِنِينَ »{[36973]} .

قيل : لبث عندهم ثلاثين سنة{[36974]} ، وقيل : وكَز{[36975]} القبطي ، وهو ابن اثنتي عشرة{[36976]} سنة{[36977]}


[36967]:انظر الفخر الرازي 24/125.
[36968]:المرجع السابق.
[36969]:أي: أنه مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان.
[36970]:نربّك: تكملة ليست في المخطوط.
[36971]:انظر البحر المحيط 7/10.
[36972]:رواها عنه الخفاف، وعبيد. السبعة (471)، المختصر (106)، تفسير ابن عطية 11/97، البحر المحيط 7/10.
[36973]:انظر التبيان 2/994.
[36974]:انظر الفخر الرازي 24/125.
[36975]:في ب: ولر. وهو تحريف.
[36976]:في النسختين: اثني عشر. والتصويب من الفخر الرازي.
[36977]:انظر الفخر الرازي 24/125.