السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (52)

{ فتلك بيوتهم } أي : ثمود كلهم { خاوية } أي : خالية من خوى البطن إذا خلا أو ساقطة منهدمة من خوى النجم إذا سقط .

تنبيه : خاوية منصوب على الحال ، والعامل فيها معنى اسم الإشارة ، وقرأ الكوفيون أنا دمرناهم بفتح الهمزة إما على حذف حرف الجرّ ، أي : لأنا دمرناهم وإمّا أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي : هي أنا دمرناهم أي : العاقبة تدميرنا إياهم ، وقيل غير ذلك ، والباقون بكسر الهمزة على الاستئناف وهو تفسير للعاقبة ، وقرأ ورش وأبو عمرو وحفص بيوتهم بضم الباء الموحدة ، وكسرها الباقون ، ولما ذكر تعالى هلاكهم اتبعه بقوله تعالى : { بما ظلموا } أي : بسبب ظلمهم وهو عبادتهم من لا يستحق العبادة وتركهم من يستحقها ، ثم زاد في التهويل بقوله تعالى : { إن في ذلك } أي : هذا الأمر الباهر للعقول الذي فعل بثمود { لآية } أي : عبرة عظيمة ولكنها { لقوم يعلمون } قدرتنا فيتعظون أما من لا علم عنده فقد نادى على نفسه في عداد البهائم .