الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (52)

ثم قال تعالى : { فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا }[ 54 ] ، خاوية نصبا{[52737]} على الحال ، ويجوز الرفع من خمسة أوجه :

الأول : أن ترفع " تلك " بالابتداء " وبيوتهم " بدل من تلك " وخاوية " خبر الابتداء .

والثاني : أن ترفع " تلك " بالابتداء و " خاوية " و " بيوتهم " خبر ثاني عن الابتداء كما يقال هذا حلو حامض .

الثالث : أن ترفع " خاوية " على إضمار مبتدأ : أي هي خاوية .

الرابع : أن تجعل " خاوية " بدلا من بيوتهم كأنك قلت : فتلك خاوية .

الخامس : أن تقدر في بيوتهم الانفصال ، فتجعل خاوية نعتا للبيوت تقديره فتلك بيوت لهم خاوية .

والمعنى : فتلك مساكنهم خاوية منهم ليس فيها منهم أحد ، قد أهلكوا بظلم أنفسهم . { إن في ذلك لآية لقوم يعلمون }[ 54 ] ، أي إن في فعلنا بثمود ما قصصنا عليك لعظة لمن يعلم .

وروي : أن بيوتهم هذه المذكورة : هي بوادي القرى : وهو موضع بين المدينة والشام معروف .


[52737]:انظر: إملاء ما من به الرحمن ص470، والمشكل 2/537-538.