اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَخَذۡنَٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡيَمِّۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (40)

قوله : { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي اليم } وهذا من الكلام المفحم الذي يدل على عظمة شأنه وكبرياء سلطانه ، شبههم - استحقاراً لهم واستقلالاً لعددهم - وإن كانوا الجم الغفير - كحصيات{[40371]} أخذهن آخذ{[40372]} في كفه وطرحهُنَّ في البحر ، ونحو ذلك قوله { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ } [ المرسلات : 27 ] { وَحُمِلَتِ الأرض والجبال فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [ الحاقة : 14 ] { وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة والسموات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } [ الزمر : 67 ] . وليس الغرض منها إلا تصوير أنَّ كلَّ مقدور وإن عظم{[40373]} فهو حقير بالنسبة إلى قدرته{[40374]} { فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظالمين } .


[40371]:في ب: لحصيات. وهو تحريف.
[40372]:في ب: أخذهن من أحد.
[40373]:في ب: أن كل مقدورات عظم.
[40374]:انظر الكشاف 3/69-170، الفخر الرازي 24/254.