السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ} (76)

وقوله تعالى :

{ بلى } إثبات لما نفوه أي : بلى على اليهود في الأمّيين سبيل ثم ابتدأ فقال : { من أوفى بعهده } أي : ولكن من أوفى بعهد الله الذي عهد إليه في التوراة من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وأداء الأمانة { واتقى } الله بترك المعاصي وفعل الطاعات { فإن الله يحب المتقين } فيه وضع الظاهر موضع المضمر أي : يحبهم بمعنى يثيبهم .

فإن قيل : فأين الضمير الراجع من الخبر إلى من ؟ أجيب : بأنّ عموم المتقين قام مقام رجوع الضمير .

ونزل في أحبار من اليهود حرفوا التوراة وبدلوا نعت محمد صلى الله عليه وسلم وحكم الأمانة وغيرهما وأخذوا على ذلك رشوة .