فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ} (76)

{ بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين } قال الزجاج ما حاصله : عندي وقف التمام على { بلى } لأنه لمجرد نفي ما قبله أي بلى عليهم سبيل في ذلك ، وما بعده استئناف إخبار من الله عز وجل عمن أدى أمانته إلى من ائتمنه عليها اتقاء الله ومراقبة وعيده . . ليس الأمر كما يقول هؤلاء الكاذبون على الله من اليهود من أنه ليس عليهم في أموال الأميين حرج ولا إثم . . ولكن الذي أوفى بعهده . . والهاء في قوله { من أوفى بعهده } عائدة على اسم الله في قوله { ويقولون على الله الكذب } يقولون بلى من أوفى بعهد الله الذي عاهده في كتابه فآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدق به وبما جاء به من عند الله من أداء الأمانة إلى من ائتمنه عليها وغير ذلك من أمر الله ونهيه . . واتقى ما نهاه عنه من الكفر به وسائر معاصيه التي حرمها عليه فاجتنب ذلك مراقبة وعيد الله وخوف عقابه . . فإن الله يحب الذين يتقونه فيخافون عقابه ويحذرون عذابه فيجتنبون ما نهاهم عنه وحرمه عليهم ويطيعونه فيما أمرهم به{[1037]} والعهد مصدر يضاف إلى الفاعل والمفعول .


[1037]:من جامع البيان.