فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ} (76)

( بلى ) عليهم سبيل بكذبهم واستحلالهم أموال العرب ، فقوله " بلى " إثبات لما نفوه من السبيل ، قال الزجاج تم الكلام بقوله بلى ثم قال ( من أوفى بعهده ) الذي عهد إليه في التوراة من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبأداء الأمانة إلى من ائتمنه ، وقيل الضمير راجع إلى الموفي ، وقيل إلى من ، أو إلى الله تعالى ( واتقى ) الشرك أي فليس هو من الكاذبين ( فإن الله يحب المتقين ) الذين يتقون الشرك ، وعموم المتقين قائم مقام العائد إلى " من " أي فإن الله يحبه ، وفيه وضع الظاهر موضع المضمر للاعتناء بشأنهم وإشارة إلى عمومه لكل متق .