السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنۢ بَعۡدِهِۦ مِن جُندٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ} (28)

{ وما أنزلنا } بما لنا من العظمة { على قومه } أي : حبيب { من بعده } أي : من بعد إهلاكه أو رفعه { من جند من السماء } لإهلاكهم كما أرسلنا يوم بدر والخندق بل كفينا أمرهم بصيحة ملك ، وفيه استحقار بإهلاكهم وإيماء بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وإلا لكان تحريك ريشة من جناح ملك كافياً في استئصالهم ، فإن قيل : ما فائدة قوله تعالى { من بعده } وهو تعالى لم ينزل عليهم من قبله ؟ أجيب : بأن استحقاق العذاب كان بعده حيث أصروا واستكبروا فبين حال الإهلاك بقوله تعالى : { وما كنا منزلين } أي : ما كان ذلك من سنتنا وما صح في حكمتنا أن يكون عذاب الاستئصال بجند كثير .