السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَمَنۡ حَقَّ عَلَيۡهِ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ} (19)

اختلف في معنى قوله تعالى : { أفمن حق } وأسقط تاء التأنيث الدالة على اللين تأكيداً للنهي عن الأسف عليهم { عليه كلمة العذاب } فقال ابن عباس معنى الآية من سبق في علم الله أنه في النار ، وقيل : كلمة العذاب قوله تعالى : { لأملأن جهنم } ( الأعراف : 18 ) الآية وقيل : قوله تعالى : «هؤلاء للنار ولا أبالي » وقوله تعالى { أفأنت تنقذ } أي : تخرج { من في النار } جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام الضمير إذ كان الأصل أفأنت تنقذه ، وإنما وقع موقعه شهادة عليه بذلك ، والهمزة للإنكار والمعنى : لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار وقال ابن عباس : يريد أبا لهب وولده ويجوز أن تكون من موصولة في محل رفع بالابتداء وخبره محذوف . واختلف في تقديره فقدره أبو البقاء كمن نجا وقدره الزمخشري فأنت تخلصه أي : حذف لدلالة أفأنت تنقذ عليه وقدره غيرهما تتأسف عليه وقدره آخر يتخلص منه أي : من العذاب .