قوله تعالى : { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ } ذكر الله تعالى في هذه السورة أشياء ، لا تقدر لها أجوبة في الظاهر إلا بالتأمل والاستدلال على غيره .
من ذلك ما ذكر : { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ } كأنه يقول : والله أعلم ، " أفمن حق عليه العذاب " كمن له البشرى في الآخرة . لأنه ذكر في ما تقدم للمؤمنين البشرى حين قال عز وجل : { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ } [ الزمر : 17 ] على هذا يخرج جوابه : أفمن وجب عليه العذاب كمن وجبت له البشرى ؟ أو يقول : أفمن حق ووجب عليه العذاب كمن شرح صدره الإسلام ؟ أي ليس الذي وجب له العذاب كالذي شرح صدره للإسلام ، أو يقول هذا لنازلة ، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحرصه على إسلام قوم أحب أن يسلموا ، فقال هذا له على الإياس من إسلامهم ؛ يقول : أفمن وجب عليه العذاب ؟ أفأنت تنقذه ؟ وتخلص من النار من قد وجب عليه العذاب ؟ وهو ما قال عز وجل : { إنك لا تهدي من أحببت } [ القصص : 56 ] وكقوله : { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } [ يونس : 99 ] كان لا يقدر أن يكرههم على الإسلام ، لكنه كان يحب ، ويحرص على إسلامهم ، ويحزن لتركهم الإسلام كقوله { ولا تحزن عليهم } [ النحل : 127 ] وقوله : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } [ الشعراء : 3 ]وقوله : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } [ فاطر : 8 ] ونحو ذلك .
كان يحزن ، وكادت نفسه تتلف إشفاقا عليهم ، فيقول : أفمن وجب ، وحق عليه العذاب ، تقدر أن تنقذه من النار ؟ أي لا تقدر على ذلك ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.