غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَفَمَنۡ حَقَّ عَلَيۡهِ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ} (19)

1

قوله تعالى :{ أفمن حق عليه كلمة العذاب } قال جار الله : أصل الكلام أمن حق عليه كلمة العذاب فأنت تنقذه فهي جملة شرطية دخل عليها الهمزة للإنكار ، وكررت الفاء الثانية للجزاء تأكيداً لمعنى الإنكار . ووضع من في النار موضع الضمير تصريحاً بجزائهم ، وأما الفاء الأولى فللعطف على محذوف يدل عليه سياق الكلام تقديره : أأنت مالك أمرهم ؟ فمن حق إلى آخره . وجوز أن يكون الكلام بعد المحذوف جملتين شرطية جزاؤها محذوف أيضاً ثم حملية والتقدير : أفمن حق عليه كلمة العذاب فأنت تخلصه أفأنت تنقذ من في النار ؟ قلت : فالكلام على هذا التقدير يشتمل على أربع جمل : ثنتان بعد همزتي الإنكار محذوفتان والباقيتان ظاهرتان . ومن زعم أن الفاء بعد الهمزة لمزيد الإنكار لا للعطف فمجموع الآية شرطية كما ذكرنا ، أو هي مع حملية .