السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ وَلِـِّۧيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّـٰلِحِينَ} (196)

وعلل عدم قدرتهم على ذلك بقوله :

{ إنّ وليي الله } الذي يتولى حفظي ونصري هو الله { الذي نزل الكتاب } المشتمل على هذه العلوم العظيمة النافعة في الدين وهو القرآن { وهو } أي : الله سبحانه { يتولى الصالحين } أي : بنصره وحفظه ، فلا يضرهم عداوة من عاداهم ، قال ابن عباس : يريد بالصالحين الذين لا يعدلون بالله شيئاً ولا يعصونه ، فمن عادته تعالى أن يتولى الصالحين من عباده فضلاً عن أنبيائه وفي هذا مدح للصالحين ، وأنّ من تولاه الله تعالى بحفظه لا يضره شيء ، وعن عمر بن عبد العزيز أنه ما كان يدخر لأولاده شيئاً ، فقيل له فيه ، فقال : ولدي إما أن يكون من الصالحين أو من المجرمين ، فإن كان من الصالحين فوليه هو الله تعالى ، ومن كان الله تعالى له ولياً فلا حاجة له إلى مالي ، وإن كان من المجرمين فقد قال الله تعالى : { فلن أكون ظهيراً للمجرمين } ومن رده الله تعالى لم أكن مشتغلاً بمهماته .