غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ وَلِـِّۧيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّـٰلِحِينَ} (196)

184

ثم لما أمره صلى الله عليه وسلم بالتبري حثه على التولي فقال { إن وليي } أي ناصري عليكم { الله } الآية . وفيه أن الواجب على كل عامل عبادة الذي يتولى تحصيل منافع الدارين . أما الدينية الأخروية فبسبب إنزال الكتاب المشتمل على العلوم الجمة ، وأما الدنيوية فهو المراد بقوله { وهو يتولى الصالحين } أي من عباده أن ينصرهم فلا يضرهم عداوة من عاداهم في ذلك يأس المشركين أن يضره كيدهم . يحكى أن عمر بن عبد العزيز كان لا يدخر لأولاده شيئاً فقيل له في ذلك فقال : إما أن يكون ولدي من الصالحين فوليه الله ولا حاجة له إلى مالي ، وإما أن يكون من المجرمين وقد قال تعالى { فلن أكون ظهيراً للمجرمين } ومن رده الله لم أشتغل بإصلاح مهماته . أقول : وفي التقريب بالآية الثانية نظر لأنها حكاية كلام موسى اللهم إلا أن يقال التقريب في التقرير .