السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (24)

{ قال } الله تعالى { اهبطوا } أي : آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذرّيتكما ويدل لذلك قوله تعالى في سورة طه : { اهبطا } ( طه ، 123 ) بضمير التثنية { بعضكم } أي : بعض الذرّية { لبعض عدوّ } أي : من ظلم بعضهم بعضاً ، وقيل : يعود الضمير لآدم وحواء وإبليس ، وقيل : لآدم وحواء وإبليس والحية ، وعلى هذين فالعداوة ثابتة بين آدم وإبليس والحية وذرية كل واحد من آدم وإبليس { ولكم في الأرض } أي : جنسها { مستقر } أي : موضع استقرار { و } لكم فيها { متاع } أي : تمتع { إلى حين } أي : انقضاء آجالكم ، وقيل : إلى انقطاع الدنيا ، وعن ثابت البناني رحمه الله تعالى لما أهبط آدم وحضرته الوفاة أحاطت به الملائكة فجعلت حواء تدور حولهم فقال لها : خلي ملائكة ربي فإنما أصابني الذي أصابني منك فلما توفي غسلته الملائكة بسرنديب بماء وسدر وتراً وحنطته وكفنته في وتر من الثياب وحفروا له ولحدوه بسرنديب بأرض الهند وقالوا لبنيه : هذه سنتكم من بعده .