إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (24)

{ قَالَ } استئناف كما مر مراراً { اهبطوا } خطابٌ لآدمَ وحواءَ وذريتِهما ، أو لهما ولإبليسَ ، كُرر الأمرُ تبعاً لهما ليعلمَ أنهم قرناءُ أبداً ، أو أُخبر عما قال لهم مفرّقاً كما في قوله تعالى : { يا أَيُّهَا الرسل كُلُوا مِنَ الطيبات } [ المؤمنون ، الآية 51 ] ولم يُذكر هاهنا قَبولُ توبتِهما ثقةً بما ذكر في سائر المواضع { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } جملةٌ حالية من فاعل اهبطوا أي مُتعادِين { وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ } أي استقرارٌ أو موضعُ استقرارٍ { ومتاع } أي تمتعٌ وانتفاع { إلى حِينٍ } هو حينُ انقضاءِ آجالِكم .