السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (28)

{ وإذا فعلوا فاحشة } كالشرك وطوافهم بالبيت عراة فنهوا عنه { قالوا } معللين لارتكابهم إياها بأمرين : أحدهما قولهم : { وجدنا عليها } أي : الفاحشة { آباءنا } فاقتدينا بهم والثاني قولهم : { والله أمرنا بها } افتراء عليه سبحانه وتعالى فأعرض الله تعالى عن الأوّل لظهور فساده ورد عن الثاني بقوله : { قل } لهم يا محمد { إنّ الله لا يأمر بالفحشاء } لأن عادته سبحانه وتعالى جرت على الأمر بمحاسن الأفعال والحث على مكارم الخصال { أتقولون على الله ما لا تعلمون } أنه قاله فإنكم لم تسمعوا كلام الله من غير واسطة ولا أخذتموه عن الأنبياء الذين هم وسائط بين الله وبين عباده وهو استفهام إنكاري يتضمن النهي عن الافتراء على الله ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بإبدال الهمزة الثانية في الوصل والباقون بالتحقيق .