تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو } عن ابن عباس [ أنه ]{[8211]} قال : آدم وحوّاء وإبليس والحية ، وقال الحسن : آدم ووسوسة الشيطان ؛ لأن قوله تعالى [ دلّ على ]{[8212]} أن الشيطان لم يكن في السماء ، إنما وسوس لآدم{[8213]} وحواء من بعد . فالأمر بالهبوط لوسوسته ، ولذلك بقيت في أولاده إلى يوم القيامة .

وقال بعضهم : دلّ قوله تعالى { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } على أنّ الهبوط إنما كان من السماء ، وكانوا في السماء . ثم قوله تعالى : { قال اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ } كان الأمر بالهبوط لم يكن [ لهم ] معا{[8214]} ؛ لأن إبليس أمر بالهبوط حين أبى السجود ، وآدم وحواء [ أمرا ]{[8215]} حين تناولا من الشجرة . ثم جمعهم في الأمر بالهبوط ليعلم أن ليس في الجمع بالذكر دلالة وجوب الحكم والأمر مجموعا .

وقوله تعالى : { اهبطوا } لا يفهم منه الهبوط من الأعلى . ألا ترى أنه قال في آية أخرى { اهبطوا مصرا } [ البقرة : 61 ] أي انزلوا فيه ؟ وقوله تعالى : { عدوّ } إما بالكفر وإما بما يسعى في هلاكنا . وكل من يسعى في هلاكنا فهو عدوّ لنا ، ونحن أعداء له .

وقوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } قيل : إلى منتهى آجالكم ، وإبليس إلى النفخة الأولى .

ويشبه أن يكون هذا ليس على التوقيت ، ولكن على الدوام والقرار فيها .


[8211]:ساقطة من الأصل وم.
[8212]:ساقطة من الأصل وم.
[8213]:في الأصل وم: آدم.
[8214]:ساقطة من الأصل وم.
[8215]:ساقطة من الأصل وم.