السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَاۚ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (92)

وقوله تعالى :

{ الذين كذبوا شعيباً } مبتدأ خبره { كأن } مخففة واسمها محذوف أي : كأنهم { لم يغنوا } أي : لم يبقوا وينزلوا { فيها } أي : في ديارهم يوماً من الدهر يقال : غنيت بالمكان أي : أقمت به والمغاني المنازل التي بها أهلها واحدها مغني قال الشاعر :

ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة *** في ظل ملك ثابت الأوتاد

أراد أقاموا فيه وقيل : كأن لم يعيشوا فيها متنعمين يقال : غني الرجل إذا استغنى وهو من الغنى الذي هو ضدّ الفقر قال الشاعر :

غنينا زماناً بالتصعلك والغنى *** وكل سقانا بكاسيهما الدهر

فما زادنا بغياً على ذي قرابة *** غنى ولا أزرى بأحسابنا الفقر

قال الزجاج : معنى غنينا عشنا والتصعلك الفقر يقال للفقير : صعلوك { الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين } أي : ديناً ودنيا دون الذين اتبعوه فإنهم الرابحون في الدارين وأكد ذلك بإعادة الموصول وغيره للردّ عليهم في قولهم السابق .