فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَاۚ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (92)

قوله : { الذين كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } هذه الجملة مستأنفة مبينة لما حلّ بهم من [ النقمة ] ، والموصول مبتدأ ، وكأن لم يغنوا خبره : يقال غنيت بالمكان إذا أقمت به ، وغنى القوم في دارهم ، أي طال مقامهم فيها ، والمغني : المنزل ، والجمع المغاني . قال حاتم الطائي :

غنينا زماناً بالتصعلك والغنى *** وكلا سقاناه بكاسيهما الدهر

فما زادنا بغياً على ذي قرابة *** غنانا ولا أزرى بإحساننا الفقر

ومعنى الآية : الذين كذبوا شعيباً كأن لم يقيموا في دارهم ، لأن الله سبحانه استأصلهم بالعذاب ، والموصول في { الذين كذبوا شعيباً } مبتدأ خبره { كَانُواْ هُمُ الخاسرين } ، وهذه الجملة مستأنفة كالأولى ، متضمنة لبيان خسران القوم المكذبين .

/خ93