فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَاۚ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (92)

{ الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها } جملة مبينة لما حل بهم من النقمة يقال غنيت بالمكان إذا أقمت به ، وغنى القوم في دارهم أي طال مقامهم فيها ، والمغنى المنزل ، والجمع المغاني ، وهي المنازل الني بها أهلها ، والمعنى كأن لم يقيموا في دارهم أصلا ولم ينزلوها يوما من الدهر ، فإن الله سبحانه استأصلهم بالعذاب وقيل المعنى كأن لم يعيشوا فيها متنعمين مستغنين ، يقال غني الرجال إذا استغنى وهو من الغنى الذي هو ضد الفقر والأول أولى .

{ الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين } هذه الجملة مستأنفة كالأولى متضمنة لبيان خسران القوم المكذبين ، وإعادة الموصول والصلة كما هي لزيادة التقرير والإيذان بأن ما ذكر في حيز الصلة هو الذي استوجب العقوبتين .