ولما كان الرسل عليهم السلام لا يقولون ولا يفعلون إلا ما كان فيه مصلحة الدين علل دعاءه بقوله : { إنك } أي : يا رب { إن تذرهم } أي : تتركهم على أيّ حالة كانت في إبقائهم سالمين على وجه الأرض ولو كانت حالة دنيئة { يضلوا عبادك } أي : الذين آمنوا بك وبي والذين يولدون على الفطرة السليمة { ولا يلدوا } أي : إن قدرت بقاءهم { إلا فاجراً } أي : مارقاً عن كل ما ينبغي الاعتصام به { كفاراً } أي : بليغ الستر لما يجب إظهاره من آيات الله .
فإن قيل : بم علم أنّ أولادهم يكفرون وكيف وصفهم بالكفر عند الولادة ؟ أجيب : بأنه لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فعرف طباعهم وأحوالهم ، وكان الرجل ينطلق بابنه إليه ويقول : احذر من هذا فإنه كذاب ، وإنّ أبي حذرنيه ، فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك ، وقد أخبر الله تعالى : { أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } [ هود : 36 ] . ومعنى : { ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً } : لم يلدوا إلا من سيفجر ويكفر فوصفهم بما يصيرون إليه كقوله صلى الله عليه وسلم : «من قتل قتيلاً فله سلبه » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.