نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوٓاْ إِلَّا فَاجِرٗا كَفَّارٗا} (27)

ولما كان الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يقولون ولا يفعلون إلا ما فيه مصلحة الدين ، علل دعاءه بقوله وأكده إظهاراً لجزمه باعتقاد ما أنزل عليه من مضمون قوله تعالى :

{ إنه لن يؤمن من{[68872]} قومك إلا من قد آمن }[ هود : 36 ] وإن كان ذلك خارجاً عن العادة : { إنك } أي يا رب { إن تذرهم } أي تتركهم على أي حالة كانت في إبقائهم سالمين على وجه الأرض{[68873]} على ما هم عليه من الكفر والضلال والإضلال{[68874]} ولو{[68875]} كانت{[68876]} حالة دنية { يضلوا عبادك } أي الذين آمنوا بي والذين يولدون على الفطرة السليمة .

ولما كان ربما كان الإنسان ضاراً ووجد{[68877]} له ولد نافع ؛ نفى ذلك بقوله : { ولا يلدوا } أي إن قدرت بقاءهم {[68878]}في الدنيا{[68879]} { إلا فاجراً } أي مارقاً من كل ما ينبغي الاعتصام به ، واكتفى فيه بأصل الفاعل إشارة إلى أن من جاوز الحد أو شرع في شيء بعده من التمادي في الغي صار ذلك له ديدناً فبالغ ، {[68880]}فلذلك قال{[68881]} : { كفاراً * } أي بليغ الستر لما يجب إظهاره من آيات الله لأن قولك يا رب لا يتخلف أصلاً ، والظاهر أن هذا الكلام لا يقوله إلا عن وحي كما في سورة هود عليه السلام من قوله تعالى :

{ إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن }[ هود : 36 ] فيكون {[68882]}على هذا حتى{[68883]} {[68884]}صغارهم معذبين{[68885]} بما يعلم الله منهم لو بلغوا لا بما عملوه كما{[68886]} قال صلى الله عليه وسلم في أولاد الكفار " الله أعلم بما كانوا عاملين " .


[68872]:- زيد من ظ وم.
[68873]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68874]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68875]:- من ظ وم، وفي الأصل: لي.
[68876]:- زيد في الأصل: على، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68877]:- من ظ وم، وفي الأصل: ولد.
[68878]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68879]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68880]:- من ظ وم، وفي الأصل: في ذلك فقال.
[68881]:- من ظ وم، وفي الأصل: في ذلك فقال.
[68882]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68883]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68884]:- من ظ وم، وفي الأصل: معذبون.
[68885]:- من ظ وم، وفي الأصل: معذبون.
[68886]:- زيد من ظ وم.