ولما كان الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يقولون ولا يفعلون إلا ما فيه مصلحة الدين ، علل دعاءه بقوله وأكده إظهاراً لجزمه باعتقاد ما أنزل عليه من مضمون قوله تعالى :
{ إنه لن يؤمن من{[68872]} قومك إلا من قد آمن }[ هود : 36 ] وإن كان ذلك خارجاً عن العادة : { إنك } أي يا رب { إن تذرهم } أي تتركهم على أي حالة كانت في إبقائهم سالمين على وجه الأرض{[68873]} على ما هم عليه من الكفر والضلال والإضلال{[68874]} ولو{[68875]} كانت{[68876]} حالة دنية { يضلوا عبادك } أي الذين آمنوا بي والذين يولدون على الفطرة السليمة .
ولما كان ربما كان الإنسان ضاراً ووجد{[68877]} له ولد نافع ؛ نفى ذلك بقوله : { ولا يلدوا } أي إن قدرت بقاءهم {[68878]}في الدنيا{[68879]} { إلا فاجراً } أي مارقاً من كل ما ينبغي الاعتصام به ، واكتفى فيه بأصل الفاعل إشارة إلى أن من جاوز الحد أو شرع في شيء بعده من التمادي في الغي صار ذلك له ديدناً فبالغ ، {[68880]}فلذلك قال{[68881]} : { كفاراً * } أي بليغ الستر لما يجب إظهاره من آيات الله لأن قولك يا رب لا يتخلف أصلاً ، والظاهر أن هذا الكلام لا يقوله إلا عن وحي كما في سورة هود عليه السلام من قوله تعالى :
{ إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن }[ هود : 36 ] فيكون {[68882]}على هذا حتى{[68883]} {[68884]}صغارهم معذبين{[68885]} بما يعلم الله منهم لو بلغوا لا بما عملوه كما{[68886]} قال صلى الله عليه وسلم في أولاد الكفار " الله أعلم بما كانوا عاملين " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.