السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ثُمَّ أَدۡبَرَ يَسۡعَىٰ} (22)

{ ثم أدبر } أي : تولى وأعرض عن الإيمان بعد المهل والأناة إعراضاً عظيماً بالتمادي على أعظم ما كان فيه من الطغيان بعد خطوب جليلة ومشاهد طويلة ، حال كونه { يسعى } أي : يعمل بالفساد في الأرض ، أو أنه لما رأى الثعبان أدبر مرعوباً يسعى أي : يسرع في مشيته . قال الحسن رضي الله عنه : كان رجلاً طياشاً خفيفاً ، وتولى عن موسى عليه السلام يسعى ويجتهد في مكايدته ، أو أريد : ثم أقبل يسعى كما تقول : أقبل فلان يفعل كذا بمعنى أنشأ يفعل ، فوضع أدبر موضع أقبل لئلا يوصف بالإقبال .