السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ} (44)

{ إلى ربك } أي : المحسن إليك بأنواع النعم { منتهاها } أي : منتهى علمها لم يؤت علمها أحداً من خلقه كقوله تعالى : { إنما علمها عند ربي } [ الأعراف : 187 ] وقوله تعالى : { إنّ الله عنده علم الساعة } [ لقمان : 34 ] قال القرطبي : ويجوز أن يكون إنكاراً على المشركين في مسألتهم ، أي : فيم أنت من ذلك حتى يسألونك ، بيانه : ولست ممن يعلمه . روي معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وقيل : الوقف على قوله تعالى : { فيم } وهو خبر مبتدأ مضمر أي : فيم هذا السؤال ، ثم يبتدأ بقوله تعالى : { أنت من ذكراها } أي : أرسلناك وأنت خاتم الأنبياء وآخر الرسل المبعوث في فم الساعة ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها فكفاهم بذلك دليلاً على دنوّها ومشارفتها ووجوب الاستعداد لها ، ولا معنى لسؤالهم عنها .