السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ} (25)

{ فأخذه الله } أي : أهلكه بالغرق الملك الأعظم الذي لا كفء له { نكال } أي : عقوبة { الآخرة } أي : هذه الكلمة وهي قوله { أنا ربكم الأعلى } . { والأولى } وهي قوله : { ما علمت لكم من إله غيري } [ القصص : 38 ] . قال ابن عباس رضي الله عنهما : وكان بين الكلمتين أربعون سنة ، والمعنى : أمهله في الأولى ثم أخذه في الآخرة فعذبه بكلمتيه . وقال الحسن رضي الله عنه : { نكال الآخرة والأولى } هو أن أغرقه في الدنيا وعذبه في الآخرة . وعن قتادة رضي الله عنه : الآخرة هي قوله : { أنا ربكم الأعلى } والأولى تكذيبه لموسى عليه السلام .