السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ} (7)

ولما قالوا ذلك أنزل الله تعالى تكذيباً لهم : { لا يسمن ولا يغني } ، أي : يكفي كفاية مبتدأة { من جوع } فلا يحفظ الصحة ولا يمنع الهزال فنفى السمن والشبع عنه ، وعلى تقدير أن يصدقوا فيكون المعنى : أنّ طعامكم من ضريع ليس من جنس ضريعكم إنما هو ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع . فإن قيل : كيف قيل : { ليس لهم طعام إلا من ضريع } وفي الحاقة : { ولا طعام إلا من غسلين } [ الحاقة : 36 ] ؟ أجيب : بأنّ العذاب ألوان والمعذبون طبقات ، فمنهم أكلة الزقوم ، ومنهم أكلة الغسلين ، ومنهم أكلة الضريع لكل باب منهم جزء مقسوم .