{ أَمْ يَقُولُونَ افتراه } أي بل أيقولون افتراه محمد عليه الصلاة والسلام والهمزةُ لإنكار الواقِع واستبعادِه { قُلْ } تبكيتاً لهم وإظهاراً لبطلان مقالتِهم الفاسدةِ إن كان الأمر كما تقولون { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مثْلِهِ } أي في البلاغة وحسنِ الصياغةِ وقوةِ المعنى على وجه الافتراءِ فإنكم مثلي في العربية والفصاحةِ وأشدُّ تمرناً مني في النظم والعبارة ، وقرىء بسورةِ مثلِه على الإضافة أي بسورة كتابٍ مثلِه { وادعوا } للمظاهرة والمعاونة { مَنِ استطعتم } دعاءَه والاستعانةَ به من آلهتكم التي تزعُمون بأنها مُمِدةٌ لكم في المُهمات والمُلماتِ ، ومدارِهِكم{[391]} الذين تلجأون إلى آرائهم في كل ما تأتون وما تذرون { مِن دُونِ الله } متعلقٌ بادعوا ، ودون جارٍ مجرى أداةِ الاستثناءِ وقد مر تفصيله في قوله تعالى : { وادعوا شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ الله } أي ادعُوا سواه تعالى من استطعتم من خلقه فإنه لا يقدِر عليه أحدٌ وأخرجه سبحانه من حكم الدعاءِ للتنصيص على براءتهم منه تعالى وكونِهم في عُدوة المضادة والمُشاقّة لا لبيان استبدادِه تعالى بالقدرة على ما كُلّفوه فإن ذلك مما يوهم أنهم لو دعَوْه تعالى لأجابهم إليه { إِن كُنتُمْ صادقين } أي في أني افتريته فإن ذلك مستلزمٌ لإمكان الاتيان بمثله وهو أيضاً مستلزِمٌ لقدرتكم عليه ، والجوابُ محذوفٌ لدلالة المذكور عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.