غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (38)

31

ثم أعاد بيان إعجازه مرة أخرى فقال مستفهماً على سبيل الإنكار { أم يقولون افتراه قل } إن كان الأمر كما تزعمون { فأتوا } أنتم على وجه الافتراء { بسورة مثله } في البلاغة وحسن النظم فأنتم مثلي في العربية والفصاحة { وادعوا من استطعتم من دون الله } أي لا تستعينوا بالله وحده ثم استعينوا بكل من سواه { إن كنتم صادقين } أنه افتراه . قال بعض العلماء : هذه الآية في سورة يونس وهي مكية ، فلعل المراد بالسورة المتحدّي بها هذه السورة . والأصح أن التحدي واقع على أقصر سورة . قالت المعتزلة : لو لم يكن الإتيان بمثل القرآن صحيح الوجود في الجملة لم يتحدّ العرب به لكنهم تحدّوا بذلك فدل على أن القرآن محدث إذ لو كان قديماً والإتيان بالقديم محال لم يصح هذا التحدي . وأجيب بأن القرآن يقال بالاشتراك على الصفة القديمة القائمة بذات الله وعلى هذه الحروف والأصوات المحدثة ، والتحدي إنما وقع بهذه لا بتلك .