ثم قال تعالى : { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض }[ 20 ] والمعنى : أولئك الذين هذه صفتهم ، لم يكونوا معجزين ربهم سبحانه ، في الأرض بهرب ، أو باستخفاء{[32109]} ، إذا أراد عقابهم{[32110]} . { وما كان لهم من دون الله من أولياء }[ 20 ] : أي : ليس لهم من يمنعهم من الله عز وجل ، إذا أراد الانتقام منهم{[32111]} .
ثم قال تعالى : { يضاعف لهم العذاب ما{[32112]} كانوا يستطيعون السمع }[ 20 ] ولا يعقلون عن الله عز وجل{[32113]} . { وما{[32114]} كانوا يبصرون } . ولا يهتدون إلى رشدهم . وقيل : إن المعنى يضاعف لهم العذاب أبدا : أي : وقت استطاعتهم السمع والبصر{[32115]} .
وقيل : إن ( ما ) للنفي{[32116]} ، فيحسن الابتداء بها على هذا ، ولا يحسن على القولين الأولين{[32117]} .
ومعنى النفي هنا أن الضمير في ( يستطيعون ) ، و( يبصرون ) : الأصنام ، والنفي عنها : أي : لم تكن تسمع ، ولا تبصر . وهذا التأويل مروي عن ابن عباس{[32118]} .
وقيل : المعنى : إن الضمير ( لهم ) ، والنفي ( عنهم ) : أي : لم يكونوا{[32119]} ليسمعوا شيئا ينفعهم من الإيمان ، ولا يبصرونه ، لأن الله عز وجل ، حال بينهم وبين ذلك ، لما سبق في علمه ، فهو مثل قوله : { يحول بين المرء وقلبه }{[32120]} : أي : بين الكافر والإيمان{[32121]} ، وبين المؤمن والكافر . ومثله { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها }{[32122]} ، ومثله { ولو شاء ربك لآمن{[32123]} من في الأرض كلهم جميعا }{[32124]} بالله عز وجل . ختم على قلوبهم ، وعلى أبصارهم بكفرهم . قال ذلك قتادة ، فقال : فهم صم عن الحق ، فما يسمعونه ، بكم ، فما ينطقون به . عمي فلا يبصرون{[32125]} .
وروي{[32126]} عن ابن عباس رضي الله عنه{[32127]} ، إن المعنى : لا يستطيعون أن يسمعوا سماع{[32128]} منتفع بما يسمع{[32129]} ، ولا يبصرون{[32130]} إبصار مهتد ، لاشتغالهم بالكفر .
قال الزجاج : ذلك كان منهم لبغضهم النبي صلى الله عليه وسلم{[32131]} ، فلا يسمعون عنه ، ولا يفهمون ما يقول{[32132]} .
قال الفراء : سبق لهم في اللوح المحفوظ أنه يضلهم{[32133]} .
قوله : { أولياء } وقف عند النافع{[32134]} ، { العذاب } : وقف إن جعلت ( ما ) نفيا خاصة{[32135]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.