قوله تعالى : { مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ } : يجوز في " ما " هذه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : أن تكونَ نافيةً ، نفى عنهم ذلك لمَّا لم ينتفعوا به ، وإن كانوا ذوي أسماع وأبصار ، أو يكونُ متعلَّقُ السمعِ والبصرِ شيئاً خاصاً . والثاني : أن تكون مصدريةً ، وفيها حينئذٍ تأويلان ، أحدهما : أنها قائمة مقامَ الظرف ، أي : مدةَ استطاعتهم ، وتكون " ما " منصوبةً ب " يُضاعف " ، أي : يضاعف لهم العذاب مدةَ استطاعتهم السمعَ والأبصار . والتأويل الثاني : أنها منصوبةُ المحلِّ على إسقاط حرف الجر ، كما يُحذف من أنْ وأنَّ أختيها ، وإليه ذهب الفراء ، وذلك الجارُّ متعلقٌ أيضاً ب " يُضاعَف " ، أي : يضاعف لهم بكونهم كانوا يسمعون ويبصرون ولا يَنْتفعون . الثالث : أن تكون " ما " بمعنى الذي ، وتكونَ على حذف حرف الجر أيضاً ، أي : بالذي كانوا ، وفيه بُعْدٌ لأنَّ حَذْفَ الحرفِ لا يَطَّرد .
والجملةُ من قوله " يُضاعف " مستأنفة . وقيل : إنَّ الضمير في قوله : " ما كانوا " يعودُ على " أولياء " وهم آلهتُهم ، أي : فما كان لهم في الحقيقة مِنْ أولياء " ، وإن كانوا يعتقدون أنهم أولياءُ ، فعلى هذا يكون { يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ } معترضاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.