{ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا } أي وقتُ عذابِنا وموعدُه وهو الصبح { جَعَلْنَا عاليها } أي عاليَ قُرى قومِ لوطٍ وهي التي عبّر عنها بالمؤتفكات ، وهي خمسُ مدائنَ فيها أربعُمائةِ ألفِ ألفٍ { سَافِلَهَا } أي قلبناها على تلك الهيئةِ وجُعل عالِيها مفعولاً أولَ للجعل وسافلَها مفعولاً ثانياً له وإن تحقق القلبُ بالعكس أيضاً لتهويل الأمرِ وتفظيعِ الخطبِ لأن جعلَ عالِيها الذي هو مَقارُّهم ومساكنُهم سافلَها أشدُّ عليهم وأشقُّ من جعل سافِلها عاليَها وإن كان مستلزِماً له . روي أنه جعلَ جبريلُ عليه السلام جناحَه في أسفلها ثم رفعها إلى السماء حتى سمع أهلُ السماء نُباحَ الكلاب وصياحَ الديَكةِ ثم قلبها عليهم ، وإسنادُ الجعلِ والإمطار إلى ضميره سبحانه باعتبار أنه المسبّبُ لتفخيم الأمرِ وتهويلِ الخطب { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا } على أهل المدائنِ أو شُذّاذهم { حِجَارَةً من سِجّيلٍ } من طين متحجّر كقوله : { حِجَارَةً من طِينٍ } وأصله سنك كل فعُرّب وقيل : هو من أسْجله إذا أرسله أو أدرّ عطيتَه والمعنى : منْ مثْلِ الشيءِ المرسَل أو مثلَ العطيةِ في الإدرار أو من السِّجِلّ أي مما كتب الله تعالى أن يعذبهم به ، وقيل : أصله من سِجّينٍ أي من جهنم فأبدلت نونه لاماً { منْضُودٍ } نُضِد في السماء نضْداً معدًّا للعذاب ، وقيل : يُرسَل بعضُه إثرَ بعضٍ كقِطار الأمطار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.