إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ يَـٰٓإِبۡلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (32)

{ قَالَ } استئناف مبنى على سؤال من قال : فماذا قال الله تعالى عند ذلك ؟ فقيل : قال : { يا إبليس مَا لَكَ } أي أي سبب لك ، لا أي غرض لك كما قيل لقوله تعالى : ما منعك { أَلاَّ تَكُونَ } في أن لا تكون { مَعَ الساجدين } لآدم مع أنهم هم ومنزلتهم في الشرف منزلتهم ، وما كان التوبيخ عند وقوعه لمجرد تخلفه عنهم بل لكل من المعاصي الثلاث المذكورة ، قال تعالى في سورة الأعراف : { قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك } وفي سورة ص : { قال يا إبليس ما منعك أن تسجد ملا خلقت بيدي } ولكن اقتصر عند الحكاية في كل موطن على ما ذكر فيه اجتزاء بما ذكر في موطن آخر ، وإشعارا بأن كل واحدة من تلك المعاصي الثلاث كافية في التوبيخ وإظهار بطلان ما ارتكبه ، وقد تركت حكاية التوبيخ رأساً في سورة البقرة وسورة بني إسرائيل وسورة الكهف وسورة طه .